فضاء حر

إلى أنصار الله مرة ثانية

 يمنات

قمع الاحتجاجات السلمية ظلم لطالما اكتويتم بناره وأواره وقد رفضتموه وناهضتموه لسنوات طوال، فلماذا اليوم تريدون منّا أن نسكت عنه عندما يأتي هذا القمع منكم أو من أتباعكم لمجرد أننا مازلنا نذود عن حقنا في الحياة والكرامة والحرية؟!

لماذا كان الساكت عن الحق شيطاناً أخرس واليوم تريدون لهذا الشيطان أن يكون سلطاناً علينا أو تريدونه أن يكون بعضاً منا يغتال شجاعتنا التي لطالما امتدحتموها سرا وعلانية .. تلك الشجاعة هي نفسها التي صرتم تعيرونني بها لأنني انضربت بسببها ذات يوم.

خرجنا معاً ضد التوريث وضد سلطة الأهل والأنساب والأصهار والأقارب واليوم نرى أن الأمر يسير إلى نفس المآل، وما يمر من يوم إلا والفارق بينكم وبين أسلافكم في السلطة يتضاءل ويضيق، ثم لا تريدوننا أن نتوجس على مستقبل صار مهددا بالتلاشي والضياع..

ثرنا معا ضد الإقصاء فصرتم أكثر من يقصي .. كنا نبحث معكم عن شركاء فصرتم اليوم تبحثون عن أتباع .. ثرنا معا ضد الإخفاء القسري فصرتم تمارسونه دون بال أو اكتراث..

ثرنا معا ضد القمع والتسلط و الرعب واليوم صار الرعب فلسفة في سياساتكم ومنهج حكمكم، ليس أقله تفجير البيوت والانتقام من الحجارة..

هانذا أسمع بعضاً منكم ممن يمنّ علينا بسعة صبركم وطول بالكم على حماقتنا! وأي حماقة أكثر من منّكم علينا بالصبر وأنا أرى قمعكم يدنو ويقترب منّا حتى صار على مرمى حجر إن لم يكن على مد ذراع من أنوفنا..

لقد نصحناكم مراراً فلم تسمعوننا .. انتقدناكم فنفرتم منّا .. وها نحن الآن نصرخ لتسمعونا لعل صوتنا يصل إليكم وإن كان خافت وضئيل..

لم يعد ضرر أخطائكم حكراً عليكم وحدكم حتى نكف عنكم الخطاب، بل صار يطولكم ويطولنا ويطول المجتمع في عيشه وحياته ومستقبله..

أنتم تحتاجون الآن لأن تسمعوا وتراجعوا وتعيدوا الثقة للناس التي أستنفرتموهم بجنونكم وتصرفات أتباعكم .. أما من يحرّضكم على ارتكاب المزيد .. أكان قاصدا أم جاهلاً؟ فهو في كلا الحالتين يعجِّل بزوالكم .. ومن يجاملكم وينافقكم ما هو إلا وصولي أو انتهازي أو نفعي ليس له علاقة بالحرص على مصلحة الناس والمجتمع والوطن وقبلها مصلحتكم أنتم..

كان الإصلاح أقوى منكم تمكيناً ونفوذا وسلطة فانكسر وانهار وتبدد كسراب، وتجرع الغرور الهزيمة سُما زعافاً بعد أن كثرت أخطاؤه وخطاياه .. لقد أصاب الغرور الإصلاح في مقتل بعد أن كان يعتقد أنه قد ملك كل الزمان وصار هو للزمان مسك ختام، ولا أرى اليوم إلا أنكم تسيرون على نفس النهج والمآل..

زر الذهاب إلى الأعلى